يعاني الكثير من الناس من الكوابيس والأحلام المزعجة والمستمرة، الي تزيدُ وضعهم النفسي سوءً، ولا يجدون طريقة مناسبة لعلاجها أو التخلص منها، أو التعايش معها في أبسط الأحوال.
إن الطريقة الأمثل للتخلص من هذه الكوابيس والأحلام المزعجة، تكمن في تحديد الأسباب، لأن هذه الظاهرة ما هي إلا نتيجة لمجموعة من الأسباب، وأهمها:
بسبب الحديث المستمر لرجال الدين عن أهمية الأحلام وإنها (واحد من عشرة أجزاء للنبوة) كما هو شائع في الأوساط الدينية، والانتشار الرهيب لمفسري الأحلام الذين يتربحون على هؤلاء المساكين، نشأ عند عامة الناس عقيدة كبيرة بالأحلام، وإن جميعها لا بد أن يكون له تفسيرا وله معنى وفيه رسالة للمستقبل يجب معرفتها والقلق بشأنها إذا كانت مقلقة.
فيصبح هؤلاء يتابعون تفسيرات الأحلام في البثوث المباشرة، ويشترون كتبا متخصصة بذلك، ويقرأون في كوكل أيضا، وكنتيجة طبيعية لهذا الاهتمام المبالغ فيه بأهمية الأحلام، يزيد القلق، ويصبح العقل يقترح المزيد من الأحلام والكوابيس من نفس النمط الذي يتفاعل معه الفرد.
وهنا لا بد للإنسان أن يصحح معتقده الجوهري الخاطئ عن الأحلام بالطرق الثلاثة التالية:
يصر بعض الناس على وجود علاقة وطيدة بين تناول وجبة العشاء وبين زيادة الوزن، فيتخطونها، بينما يتناول البعض وجبة عشاء دسمة ثقيلة قبل النوم بوقت قصير، وكلتا الحالتين لهما دور كبير في ظهور الكوابيس، والأفضل تناول وجبة عشاء خفيفة مناسبة، قبل وقت كافٍ من النوم لا يقل عن ثلاث ساعات أو اربع.
إن شعور الإنسان بكثرة الضغط نتيجة العمل المرهق أو التفكير الزائد أو الإصابة باضطرابات نفسية معينة مثل القلق والاكتئاب والصدمات النفسية وغيرها، له دور رئيسي وأساسي في ظهور الكوابيس، ويجب علاجها.
يمكنك مؤقتا تقليل التوتر عن طريق ممارسة إحدى تمارين الاسترخاء والتأمل، مثل اليوجا أو تمرين الاسترخاء التنفسي والعضلي.
بعض أدوية الاضطرابات النفسية والجسمية تؤدي إلى اضطرابات نوم كثيرة والكوابيس من ضمنها، ولذلك يجب مراجعة تأثيرات الأدوية التي تتناولها مع طبيبك وتغيير بعضها.
ربما تشعر بالتشتت نتيجة ما تعرضت له طوال اليوم من مشكلات أو ما قمت به من أعمال، هذا الشيء سيظهر غالبا بشكل كوابيس أو احلام غامضة مزعجة، والأفضل أن تكتب كل ما مررت به طوال اليوم وما الذي كنت سعيدا فيه أو ناجحا، وما الذي فشلت فيه وكيف تصححه، وتكتب جدولا لمهامك يوم الغد. وهنا تكون قد رتبت كل شيء، وأصبحت مستعدا للنوم.
الكوابيس التي تأتيك في المنام، لا تحاول نسيانها وتجنبها بعد الاستيقاظ، بل حاول أن تجلس وتتنفس وتبدأ بتذكرها كاملة وتقوم بتغيير نهاية الكابوس إلى نهاية إيجابية، كي تعتاد عليها، ولا يتم كبتها، وبالتالي توقفها عن خلق المزيد من الكوابيس.
يعد تعاطي المخدرات وإحتساء الخمر والمواد الشبيهة به، أو الانقطاع عن تعاطيها بشكل مفاجئ من أكثر الأمور المسببة للكوابيس.
هذا الشيء ينتشر عند الأطفال والمراهقين خاصة ولا يعني عدم وجوده عند البالغين، حيث يمثل مشاهدة الأفلام المرعبة أو قراءة قصصها، واحدا من أسباب الكوابيس الشائعة.
كتبتُ من قبل مقالة مفصلة عن اجراءات النوم الصحي يمكنك قرائتها للاستعانة بها إلى جانب هذه المقالة.