الأخصائي النفسي وعد عباس
23 Apr
23Apr

تعد فنية التعرض ومنع الاستجابة (Exposure and Response Prevention - ERP)  من أهم الفنيات العلاجية في العلاج النفسي بشكل عام والعلاج المعرفي السلوكي بشكل خاص، والتي اثبتت نجاحا كبيرا في علاج طيف واسع من الاضطرابات النفسية، وصمدت أمام غالبية الدراسات التجريبية التي حاولت إثبات فائدتها أو نفيها. 

مقدمة نظرية حول التعرض ومنع الاستجابة

تستند هذه التقنية على أساس منطقي إلى حد كبير، وهي إن مخاوفنا تزداد كلما تجنبنا مواجهتها أو مارسنا سلوكيات أمان لخفض قلقنا وخوفنا عند المواجهة، وبالتالي فإن مواجهة تلك المخاوف بشكل تدريجي دون ممارسة أي سلوكيات أمان يؤدي إلى انخفاض تلك المخاوف والتخلص منها.

بالضبط مثل الطفل الذي يخاف المدرسة ويتم إجباره يوميا عليها وإقناعه إلى أن يتعود بعد أيام، وكذلك مثل الجندي الذي قد يخاف في البداية ربما حتى من صوت السلاح ثم يتعود تدريجيا نتيجة كثرة التدريب وتختفي المخاوف. 

ما الفرق بين التعرض ومنع الاستجابة والعلاج النفسي؟

العلاج النفسي هو كلمة تطلق على كل مدارس العلاج النفسي (العلاج المعرفي السلوكي – العلاج بالتحليل النفسي – العلاج بالعمل – العلاج بالموسيقى - .... وغيرها) وفنية التعرض ومنع الاستجابة هي فقط واحدة من فنيات العلاج المعرفي السلوكي، ولا يمكن أن تنجح في العلاج لوحدها. 

إنما يدمجها المعالجون مع بقية الفنيات العلاجية المناسبة للحالة، ولكنها تبقى الأهم من بين بقية الفنيات. كيف يتم تطبيق فنية التعرض ومنع الاستجابة؟ يتم تطبيقها وفقا للخطوات التالية، ويجب الالتزام بتلك الخطوات من أجل تحقيق أكبر فائدة ممكنة من هذه الفنية:

  • تحديد المخاوف: يجب أن تكتب قائمة بجميع الأفكار أو المواقف أو الأماكن التي تخيفك.
  • ترتيبها: يجب أن تقوم بترتيبها تدريجيا من الأدنى إلى الأعلى فلو كان لديك وسواس النظافة مثلا، ستكون قائمة على سبيل المثال كالتالي:
  • لمس الجدار (القلق 45%)
  • لمس صنبور الماء في المطبخ (القلق 50%)
  • لمس حاوية القمامة (القلق 70%)
  • دخول الحمام (القلق 50%)
  • ابدأ بالتعرض لأقل المواقف التي تسبب لك خوفا، بشرط ان يكون مستوى الخوف 40% أو أكثر، أي: يجب أن تهمل التعرض للموقف الذي يقل فيه الخوف عن 40% لأنه غير مهم، ويكون التعرض من خلال التعرض للموقف الذي يقلقك بشكل مستمر دون أن تمارس أي سلوكيات قهرية، وستلاحظ إن القلق ينخفض تلقائيا رغم إنك ما زلت في الموقف المقلق نفسه، وهذا يعود لتعود الدماغ.
  • لا يمكن تحديد وقت معين لجلسة التعرض، لأن وقت القلق يختلف من حالة لأخرى، ولكن المقياس الوحيد لنهاية جلسة التعرض هو وصول القلق إلى أقل من 20% رغم وجودك في نفس الموقف المقلق وعدم ممارستك لأي سلوك تطميني.
  • كرر هذه العملية للموقف نفسه مرتين يوميا، ساعتان على الأقل بين التعرض الأول والثاني ولمدة 5 – 7 أيام. ثم انتقل للموقف الذي يليه وهكذا...

 ما الاضطرابات التي تعالجها هذه الفنية؟

تعالج فنية التعرض ومنع الاستجابة طيفا واسعا من الاضطرابات النفسية وأهمها اضطراب الوسواس القهري (OCD) واضطراب القلق العام واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) واضطراب الرهاب الاجتماعي ونوبات الهلع.

واضطرابات الهوس بما في ذلك هوس نتف الشعر وهوس السرقة والحرائق وغيرها من الاضطرابات، ولكنها تتطلب معالجا محترفا يدمجها مع بقية فنيات العلاج المعرفي السلوكي.

كيف تتم عملية التعرض ومنع الاستجابة للأفكار والتخيلات؟

قد يتسائل البعض: يمكننا التعرض للأماكن والمواقف المختلفة، ولكن كيف يمكننا التعرض للذكريات والأفكار، والإجابة هنا تكمن في إحدى فنيات التعرض ومنع الاستجابة، ويسميها البعض (الاشباع المعرفي) وتتم من خلال الخطوات التالية: 

  • اختر مكانا هادئا ووقتا مناسبا لك.
  • مارس التنفس البطني العميق لدقيقتين أو اكثر لحين السيطرة على التشتت
  • ابدأ بالسماح للأفكار والذكريات التي تقلقك بالتواجد في عقلك وكلما هرب عقلك منها، ارجعه
  • لا تحاول محاربة الأفكار او الذكريات مهما كانت سلبية ولا تناقشها وإنما تقبلها كما هي وبدون تغيير.
  • سيرتفع القلق وينخفض تلقائيا خلال مدة أقصاها 45 دقيقة، وأقلها 10 دقائق، رغم وجود التفكير السلبي نفسه.
  • متى ما وصلت المشاعر السلبية (قلق او حزن او غيره) إلى 20% فاٌقل يمكنك إنهاء جلسة التعرض.
  • كرر العملية مرتين يوميا لنفس الذكرى او الفكرة، لمدة 5 – 7 أيام. ثم انتقل لغيرها بالترتيب وهكذا.
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.