تعد فنية التعرض ومنع الاستجابة (Exposure and Response Prevention - ERP) من أهم الفنيات العلاجية في العلاج النفسي بشكل عام والعلاج المعرفي السلوكي بشكل خاص، والتي اثبتت نجاحا كبيرا في علاج طيف واسع من الاضطرابات النفسية، وصمدت أمام غالبية الدراسات التجريبية التي حاولت إثبات فائدتها أو نفيها.
تستند هذه التقنية على أساس منطقي إلى حد كبير، وهي إن مخاوفنا تزداد كلما تجنبنا مواجهتها أو مارسنا سلوكيات أمان لخفض قلقنا وخوفنا عند المواجهة، وبالتالي فإن مواجهة تلك المخاوف بشكل تدريجي دون ممارسة أي سلوكيات أمان يؤدي إلى انخفاض تلك المخاوف والتخلص منها.
بالضبط مثل الطفل الذي يخاف المدرسة ويتم إجباره يوميا عليها وإقناعه إلى أن يتعود بعد أيام، وكذلك مثل الجندي الذي قد يخاف في البداية ربما حتى من صوت السلاح ثم يتعود تدريجيا نتيجة كثرة التدريب وتختفي المخاوف.
العلاج النفسي هو كلمة تطلق على كل مدارس العلاج النفسي (العلاج المعرفي السلوكي – العلاج بالتحليل النفسي – العلاج بالعمل – العلاج بالموسيقى - .... وغيرها) وفنية التعرض ومنع الاستجابة هي فقط واحدة من فنيات العلاج المعرفي السلوكي، ولا يمكن أن تنجح في العلاج لوحدها.
إنما يدمجها المعالجون مع بقية الفنيات العلاجية المناسبة للحالة، ولكنها تبقى الأهم من بين بقية الفنيات. كيف يتم تطبيق فنية التعرض ومنع الاستجابة؟ يتم تطبيقها وفقا للخطوات التالية، ويجب الالتزام بتلك الخطوات من أجل تحقيق أكبر فائدة ممكنة من هذه الفنية:
تعالج فنية التعرض ومنع الاستجابة طيفا واسعا من الاضطرابات النفسية وأهمها اضطراب الوسواس القهري (OCD) واضطراب القلق العام واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) واضطراب الرهاب الاجتماعي ونوبات الهلع.
واضطرابات الهوس بما في ذلك هوس نتف الشعر وهوس السرقة والحرائق وغيرها من الاضطرابات، ولكنها تتطلب معالجا محترفا يدمجها مع بقية فنيات العلاج المعرفي السلوكي.
قد يتسائل البعض: يمكننا التعرض للأماكن والمواقف المختلفة، ولكن كيف يمكننا التعرض للذكريات والأفكار، والإجابة هنا تكمن في إحدى فنيات التعرض ومنع الاستجابة، ويسميها البعض (الاشباع المعرفي) وتتم من خلال الخطوات التالية: