الأخصائي النفسي وعد عباس
08 Dec
08Dec

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يركز على كيفية تأثير أفكار المريض ومعتقداته ووجهات نظره على مشاعره وسلوكياته. وهو نهج قائم على الأهداف ويتطلب المشاركة الفعالة من الفرد لينجح. 

يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على فكرة أن الأفكار والمشاعر والسلوكيات مترابطة فيما بينها ويؤثر بعضها على بعض، وأن التغيير في أحدها يمكن أن يؤدي إلى تغيير في الآخرين ،فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص لديه فكرة سلبية عن نفسه، مثل "أنا غير كفء"، فقد يشعر بالقلق أو الاكتئاب، وقد يتصرف بطريقة تجنبه المواقف التي قد يشعر فيها بالتقصير أو التوتر. 

يهدف العلاج السلوكي المعرفي بالأساس إلى مساعدة العميل على تحديد تلك الأفكار والمشاعر والسلوكيات غير الصحية التي تساهم في مشاكله ثم يعمل المعالج مع العميل على تطوير طرق جديدة للتفكير والشعور والتصرف.

ولذلك هناك 13 حقيقة عن العلاج السلوكي المعرفي يجب أن تعرفها قبل أن تحضر جلسات هذا النوع من العلاج النفسي، ستنفعك هذه الحقائق في فهم العلاج والتعاون مع المعالج. 

حقائق عن العلاج المعرفي السلوكي

  1. العلاج السلوكي المعرفي علاجٌ فعالٌ لجميع الاضطرابات النفسية، وفعال كمساعد في علاج الاضطرابات العقلية، ولكنه يتطلب وقتا ما بين 8 أسابيع إلى أكثر من سنة حسب نوع وشدة الحالة.
  2. يتوجب عليك أن تكون صريحا مع معالجك خلال تعبيرك عن مشاعرك وطرحك لأفكارك وإخباره بمشاكلك الشخصية والعائلية والمهنية ... مهما كانت مزعجة. ولذلك لا يجوز حضور جلسات العلاج السلوكي المعرفي عند معالج لك علاقة معينة به أو معرفة سابقة.
  3. إذا كان هدفك التخلص من التفسيرات والأفكار السلبية بشكل نهائي فأنت مخطئ في اختيار هدفك، لأن التفسير والتفكير السلبي هو جزء من الإنسان ولا يمكن التخلص منه ابدا، والأفكار والتفسيرات التي تتوتر بسببها تأتي لجميع البشر بدون استثناء لكنهم لا يعيرونها اي اهتمام، وهذا هو هدف العلاج السلوكي المعرفي: أن يوصلك لمرحلة لا تسبب لك تلك الأفكار توترا وإنما تمر مرور الكرام حالك بذلك حال الناس الاعتياديين.
    حيث يساعدك المعالج السلوكي المعرفي على التمييز بين الأحداث والأفكار والمشاعر والسلوك، ويجعلك تفهم كيف تصنع أفكارك السلبية مشاعرك وسلوكياتك السلبية ويساعدك في اكتشاف الحقيقة وتثبيتها في عقلك اللا واعي، وتطوير التفكير المنطقي بدلا من التفكير السلبي. 
  4. التحسن في العلاج السلوكي المعرفي هو تحسن تدريجي بطيء نوعا ما، ولذلك لا تنتظر شعورا بالتحسن من الجلسات الأولى، ولكن تذكر (هو علاج فعال يستحق الصبر) 
  5. يقوم المعالج السلوكي المعرفي بمناقشة جميع المواضيع التي تتجنب النقاش فيها لأنها تثير فيك مشاعر سلبية، ولذلك قد تصاب بالتوتر والقلق أو الحزن أو الغضب خلال الجلسة أو بعد نهايتها، هذا أمر طبيعي، وهذا هو السر في العلاج (المواجهة بدلا من التجنب) وتحمل التوتر حتى يبدأ بالضعف تدريجيا.
    دعني أعطيك هنا مثالا (عندما يموت لك شخص عزيز، سوف تبدأ بالبكاء بشكل هستيري كلما رأيت شيئا يذكرك به، ولكن بعد فترة من الزمن يبدأ الحزن بالضعف تدريجيا ثم يختفي تماما، وتصبح ترى صورته صباحا ومساءً دون أن تبكي أو تحزن، ولكنك لو تجنبت النظر للأشياء التي تذكرك به سوف تبقى طول حياتك تبكي لكل شيء يذكرك به)
    باختصار شديد كلما تعرضت للمواقف المزعجة بالنسبة لك وفرغت مشاعرك سوف تضعف المشاعر تدريجيا، وكلما تجنبتها أكثر رافقتك المشاعر السلبية والاضطراب. 
  6. سيدرس المعالج وضعك بشكل كامل وخاصة وضعك الاقتصادي والاجتماعي، ويعطيك نصائح وواجبات معينة بهذا الخصوص كالابتعاد عن شخص أو مصارحة شخص، حاول أن تنفذ ذلك أو تجعله يساعدك في طريقة التنفيذ، لأن امتناعك عن إداء ما يطلبه منك يؤثر على الجدوى العلاجية.
  7. في العلاج السلوكي المعرفي لا يوجد تقنيات سحرية تعالجك أو تهدئك في ثوانٍ أو دقائق أو ساعات، خاصةً إذا كان الاضطراب الذي تعاني منه بدرجة حادة. 
  8. إذا كانت حالتك بسيطة أو متوسطة فيمكنك الاكتفاء بالعلاج السلوكي المعرفي، أما إذا كانت حالتك متقدمة فيجب الجمع بين العلاجين السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي، لأنك من دون الأدوية المهدئة للمزاج لن تكون قادرا على الالتزام بجلسات العلاج ولن تكون قادرا أداء الواجبات المعرفية السلوكية ايضا.
  9. اختر معالجا متخصصا، إذ يجب أن تتأكد أن لديه تحصيلا دراسيا في علم النفس لا يقل عن البكالوريوس ولديه تدريبا معترفا به في مجال العلاج السلوكي المعرفي.
  10. أي معالج لا يعطيك واجبات منزلية، أو لا يجعلك تتحدث أكثر منه، أو لا يتقبلك أو لا يستمع إليك أو لا يدربك خلال الجلسة، اتركه فهو ليس خبيرا أو ليس متخصصا.
  11. لا ينبغي أن تستمر بحضور جلسات العلاج عند معالج لم ترتح له نفسك
  12. التزم مع معالجك وقم بأداء الواجبات التي يطلبها منك، وتوقف عن مشاهدة أو قراءة اي شيء يتعلق بالصحة النفسية كي لا تشتت نفسك.
  13. غالبا ما يطلب المتعالجون التطمينات من المعالج، إذ يراسلونه خلال الفترة بين جلسة وأخرى، وقد يرى المعالج إن هذه التطمينات ضارة على المتعالج، فيمتنع عن الرد. 
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.