كان اضطراب الوسواس القهري وما يزال من الاضطرابات النفسية الشائعة جدا وتصل نسبة الإصابة به إلى أكثر من3%، ويواجه المصابون به تحديات كبيرة جدا، يتمثل التحدي الأكبر بعدم قدرة المجتمع وخاصة في بلدان العالم الثالث على تفهم إن الذين يعانون من هذا الاضطراب هم كمن يعاني من أي اضطراب جسدي آخر، إن لم يكن أصعب، وهم بحاجة للعلاج والدعم المستمر، بدلا من التنمر والاستهزاء.
وتبقى المشكلة الأكبر في الناس المصابين أنفسهم، إذ يهملون العلاج لأسباب مختلفة، أما لأنهم غير مقتنعين بأن هذا مرض يستوجب العلاج وأما خجلا من المجتمع، والأدهى من ذلك إن غالبيتهم يلجأ للعلاجات العشبية والدينية والروحانية تحت أفكار غير منطقية من قبيل إني مسحور أو محسود أو مذنب، فيتفاقم الاضطراب أكثر فأكثر، حتى يصل العديد منهم إلى المرحلة السريرية التي تستلزم الرقود في المستشفى لأسابيع أو أشهر.
في هذه المقالة، سنسلط الضوء على العلاج التكاملي لاضطراب الوسواس القهري، بحيث يستطيع المصابون من خلاله العودة إلى حياتهم الطبيعية بإذن الله تعالى، خاصة وإن هذا النوع من العلاج أجري عليه عدد هائل من الدراسات وأثبت نجاحه بنسبة كبيرة جدا، وتتمثل الخطة العلاجية بالخطوات التالية:
يتسبب القلق الكبير الناتج عن الأفكار الوسواسية بتعكير المزاج والتشتت وعدم القدرة على التركيز وارتفاع مستوى التوتر الجسدي، وبالتالي بأعراض جسدية مختلفة مثل الصداع وآلام الظهر والرقبة والبطن وتهيج القولون العصبي وغير ذلك، وبالتالي فإن أول خطوة لعلاج الوسواس القهري هو تهدئة المزاج وتقليل القلق، ويتم ذلك بطرق متعددة يجب ممارستها لمدة أسبوع كامل أو أكثر، حسب حاجتك.
في حال مرَّ أسبوعان، ولم تشعر بأن مزاجك قد تحسن وأصبح أفضل، فصار لزاما عليك الحضور لدى الطبيب النفسي لتناول الأدوية النفسية، كوسيلة تساعدك في إكمال خطتك العلاجية. ولكن إذا شعرت بأن مزاجك تحسن كثيرا، فأنصحك بضرورة عمل التالي:
باختصار شديد، لا يمكنك ان تعالج الوسواس القهري دون أن تكون لديك الثقافة الكافية حوله، وقد جهزنا لك مقالة مفصلة حول الوسواس القهري وكيف يحدث ويستمر يمكنك قرائتها بالضغط هنا. في الوقت الذي تقرأ فيه حول الوسواس القهري، يجب أن تبدأ بتدوين مخاوفك على شكل قائمة مرتبة وجميلة، فلو كنت تعاني من وسواس الموت والمرض مثلا، ستكون قائمتك على الاغلب كالتالي:
طبعا هذه القائمة افتراضية فقط، ولا تنطبق على كل الناس، ولذلك، أرجو أن تكتب مخاوفك أنت، مهما كان عددها ونوعها.
تعد فنية التعرض ومنع الاستجابة من انجح الأساليب العلاجية التي اكتشفها علماء النفس، حيث أثبتت فعاليتها الكبيرة وصمدت أمام كل الدراسات التجريبية التي حاولت قياس فائدتها، وفلسفة هذه الفنية تستند إلى أن الوسواس القهري هو خوف، وإذا تعرضنا لهذا الخوف بشكل مستمر ومكثف سيتعود الدماغ ويختفي الخوف، بالضبط كما يحدث في التدريبات العسكرية عندما يبدأ المتدربون خائفين من أصوات السلاح، ثم يتعودون تدريجيا نتيجة كثرة التدريب، والأمر نفسه يحدث عند دخول الطفل المدرسة لأول مرة خائفا بشدة ثم ينخفض الخوف تدريجيا بسبب دخوله المدرسة يوميا لعدة ساعات وتحمله الخوف. وأحيانا تفريغ مشاعره عن طريق البكاء. والأمثلة كثيرة جدا جدا. ولكن قبل البدء بتطبيق هذه الفنية، يجب أن تفهمها بشكل جيد، وفهم كيفية تطبيقها بالشكل الصحيح، ويمكنك ذلك من خلال قراءة المقالة المفصلة حولها في هذا الرابط.
بعد التعافي التام، يتعرض المصاب بالوسواس القهري لانتكاسات متعددة تشبه العودة إلى نقطة الصفر، وهذه الانتكاسات حالة طبيعية في كل الاضطرابات النفسية، وهي جزء مهم من رحلة التعافي، والسبب الأساسي لها هو تعود الدماغ أو لنقل إدمانه على نمط معين من الأفكار والمشاعر والسلوكيات، بالضبط مثل مدمن الخمر او التدخين، الذي يعالج نفسه، وبعد عدة أسابيع أو اشهر يشعر فجأة برغبة عارمة للعودة وتوتر حاد جدا. فماذا تفعل لتمنع حدوث الانتكاسة؟
أما إذا حدثت الانتكاسة فافعل ذلك:
يمكنك التواصل معنا وخوض رحلة علاجية متكاملة للتخلص من الوسواس القهري