التعامل الصحيح مع المصاب بالاكتئاب هو مفتاح خروج المريض من اكتئابه، ولذلك يجب أن تعلم الأسرة ويعلم الأصدقاء بأن دورهم مهم جدا، ولا يمكن أن ينجح العلاج دون دعمهم، وإليك خطوات التعامل الصحيح مع شخص مصاب بالاكتئاب:
الاكتئاب هو اضطراب نفسي واسع الانتشار، يصيب ملايين الناس حول العالم، ويتجاوز كونه مجرد شعور حزن أو سوء مزاج، إنما هو مشكلة حقيقية مثل أي مرض جسدي. التحدي الكبير الذي يواجه المصابين به هو عدم تفهم المجتمع لهم، وبالتالي التعامل السيء معهم الذي يؤدي لتدهور الحالة أكثر فأكثر، ولذلك فإن الخطوة الأولى لك كشخص تحاول مساعدة المكتئب هو أن تقرأ كثيرا عن الاكتئاب لتفهمه فهما جيدا، يمكنك أن تقرأ كتبا أو مقالات في الانترنت أو تشاهد فيديوهات على يوتيوب... وهكذا.
من الضروري جدا الاستماع لمريض الاكتئاب، وتفهمه والتعاطف معه، دون أن مقاطعة أو إصدار أحكام بحيث تُتاح له مساحة آمنة للتعبير عن مشاعره وأفكاره بكل أريحية، ويمكنك اتباع النصائح التالية خلال الاستماع إليه:
يشعر مرضى الاكتئاب بفقدان الطاقة والشغف مما يجعل المهام البسيطة مرهقة للغاية بالنسبة لهم، الأمر الذي يجعل المساعدة العملية شيئا هاما، وتتمثل هذه المساعدة بالتالي:
لا يمكن لمريض الاكتئاب تجاوز مشكلته بنفسه، خاصةً إذا كانت المشكلة حادة، ولذلك فإن أهم أدوارك هو تشجيعه على الحصول على رعاية متخصصة من قبل الجهات الصحية:
في الامراض الجسدية قد يظهر التحسن بشكل سريع مع العلاج، لكن الأمر مختلف مع الاضطرابات النفسية، حيث إن التعافي منه يتطلب وقتا طويلا في كثير من الأحيان، وتتكشف التحسن بشكل تدريجي بطيء إلى حد ما. ينبغي على العائلة تقبل تلك الحقيقة، والصبر على المريض وعدم إحباطه بأي كلام، بل الاكتفاء بتشجيعه على مواصلة العلاج وعدم اليأس من نتائجه، وملاحظة أي تحسن مهما كان طفيفا والإشادة به والتركيز عليه.
قد يكون من الصعب على مريض الاكتئاب تبني عادات صحية، ولكن تشجيعه عليها بأسلوب جميل، وبشكل تدريجي يمكن أن يجعله يبدأ بتبني عادات صحية، فمثلا نطلب منه أولا ان ينام ويستيقظ في موعد محدد، فإذا تعود على ذلك، نطلب منه على سبيل المثال ممارسة الرياضة ولو لمدة خمس دقائق يوميا في وقت الصباح، ونزيد الوقت تدريجيا، وهكذا نملأ حياته بالأنشطة تدريجيا، ما إن يتعود على نشاط ما، نشجعه على نشاط آخر، من الاسهل إلى الأصعب بالنسبة له.
في أي لحظة قد ينتكس مريض الاكتئاب انتكاسة شديدة تجعله يفكر جديا بالانتحار، ولهذا يجب ملاحظة سلوكياته وكلامه لمعرفة الأفكار التي تدور في ذهنه، واخذ الأمور بجدية دائما وليس بسخرية واستهزاء، فعندما تسمع منه عبارات تخص التفكير بالانتحار أو الرغبة بالموت، أو ينشر على السوشيال ميديا شيئا من هذا القبيل، أو يمارس سلوكيات معينة تدل على رغبته بإيذاء نفسه مثل توديع العائلة او تسوية الأمور المالية أو دخوله في عزلة حادة أو تناوله المواد الممنوعة أو تناول الكحول بكميات كبيرة، يجب أن تأخذ الأمور بجدية وتتصل بقسم الطوارئ المتخصص في منطقتك.
تقديم الدعم المستمر لشخص يعاني من الاكتئاب يمثل تحديا ويسبب إرهاقا عاطفيا وعقليا، ولكن لا تقلق، يمكنك اتباع التوصيات أدناه لحماية صحتك النفسية: