يمثل التعامل مع المصابين بالوسواس القهري تحديا كبيرا، للعائلة والأصدقاء وكل المعارف، خاصةً وإن الوسواس بكل أنواعه يتأثر به الآخرون بشكل أو بآخر، فقد يفرض الزوج المصاب بالوسواس القهري على سبيل المثال طقوس معينة يجب أن تؤديها زوجته لخفض القلق عنده، وقد تفرض الأم طقوسا معينة على أولادها خلال حركتهم داخل المنزل،... وهكذا. فكيف نتعامل مع المصاب بالوسواس القهري بالشكل الصحيح الذي يحمينا وفي الوقت نفسه لا يؤذيه ويجعله أفضل.
من الضروري جدا أن تثقف العائلة نفسها حول اضطراب الوسواس القهري وأسبابه وعلاجه، لأن ذلك الفهم سيساعدها في التصرف وفقا للتوصيات اللاحقة، قد يبدو الأمر صعبا، لكنه لن يستغرق أكثر من ساعتين، فيكفي أن تطلع على مجموعة من المقالات الموجودة على الانترنت، وبعض الفيديوهات في يوتيوب لتفهم الوسواس القهري فهما ممتازا.
إن أكثر شيء يضر بمريض الوسواس القهري هو الاستهزاء به وتحقير مخاوفه، لأن ذلك لا يسهم في زيادة شدة الحالة فحسب، إنما يحولها من ألم إلى معاناة كاملة، وقد يصاب بالاكتئاب نتيجة لذلك، فمن المهم إذن أن تتذكر بأن ما يمارسه من سلوكيات وما يعيشه من مشاعر هي اعراض اضطراب نفسي وليست خيارا شخصيا يمكن أن يتركه بسهولة.
الوسواس القهري ليس انفلونزا يمكن التخلص منها بعلاج لمدة أسبوع أو أسبوعين، إنما هو اضطراب صعب إلى حد ما ويتطلب وقتا وجهدا، والمطلوب من عائلته ومعارفه الصبر عليه ودعمه وتشجيعه دون كلل أو ملل لحين تعافيه بشكل تام إن شاء الله تعالى.
بسبب القلق لديه، قد يطلب منك المصاب بالوسواس القهري أن تقوم ببعض السلوكيات القهرية مثل التأكد من قفل الأبواب أو نطق عبارة معينة، او التحرك بطريقة معينة، فلا تستجب له ولا تشاركه تلك السلوكيات لأنها تعزز الوسوسة لديه، ولكن ليكن رفضك بأسلوب جميل ولطيف وليس بعنف.
ينبغي أن تشجعه بشكل مستمر على مقاومة الأفعال القهري، على أن يكون التشجيع بأسلوب لطيف يرفع ثقته بنفسه وبقدرته على التخلص من تلك السلوكيات.
يتسبب القلق الناتج عن الوسواس القهري بإرهاق كبير للمصابين به، الأمر الذي قدم يمنعهم من تأدية الكثير من مهامهم اليومية، وهنا يأتي دورك لمساعدتهم في تأديتها أو تأديتها نيابةً عنهم.
البيئة كثيرة المشكلات والفوضى والضوضاء تسهم برفع القلق عن المصاب بالوسواس القهري، الأمر الذي يؤثر سلبا في علاجه، ولذا من الأفضل الاجتهاد بخلق بيئة هادئة وداعمة له في الوقت ذاته تساعده بالتخلص من اضطرابه.
إذا كان مريضك غير ملتزم بالعلاج، أو لا يريد الحضور للعلاج أصلا، فشجعه على الخضوع للعلاج والالتزام به، ويمكنك الاستعانة بكتاب (لست مريضا ولا احتاج للمساعدة) إنه كتاب مفيد، ويشرح لك الآلية الصحيحة لإقناعه.
يشكل التعامل مع المصاب بالوسواس القهري بعض المخاطر على الصحة النفسية إذا لم تكن تحسن التعامل مع نفسك، ولذلك دعني أعطيك النصائح التالية ويجب أن تمارسها باستمرار: