الأخصائي النفسي وعد عباس
20 Jun
20Jun

1. التواصل المفتوح والصادق (لكن بضوابط)

هذا هو حجر الزاوية حل الخلافات الزوجية، لكن معظم الناس يطبقون بالشكل الخطأ. إذ لا يعني التواصل الصادق أن تقول كل ما يخطر ببالك دون احترام للطرف الآخر وللعلاقة، بل يعني:

  • التعبير عن المشاعر والاحتياجات بوضوح: بدلاً من قول "أنت لا تهتم أبداً"، جرب "أشعر بالإهمال عندما لا نخصص وقتاً للحديث معاً". استخدم صيغة "أنا" للتركيز على مشاعرك وتجنب إلقاء اللوم.
  • الاستماع الفعّال (Active Listening): هذا ليس مجرد انتظار دورك في الكلام. إنه يعني التركيز الكامل على ما يقوله الطرف الآخر، ومحاولة فهم وجهة نظره ومشاعره، حتى لو لم تكن توافقه الرأي. أعد صياغة ما سمعته للتأكد من فهمك الصحيح (مثلاً: "إذاً ما أفهمه منك هو أنك تشعر بالضغط بسبب...").
  • تحديد وقت ومكان مناسب للنقاش: لا تناقش المشاكل الكبيرة وأنت متعب أو جائع أو في وسط انشغال آخر. اتفقوا على "اجتماع عائلي" هادئ لمناقشة الأمر دون مقاطعات

2. وضع الحدود الواضحة والاحترام المتبادل

الأسرة الصحية ليست تلك التي لا توجد فيها خلافات، بل تلك التي تعرف كيف تدير خلافاتها باحترام. هذا يتطلب:

  • وضع حدود شخصية: من حق كل فرد في الأسرة أن تكون له مساحته الخاصة، آراؤه، وخصوصيته. ويجب تعليم الأبناء والكبار على حد سواء احترام هذه الحدود.
  • قواعد أساسية للنقاش: اتفقوا على قواعد ملزمة للجميع أثناء الخلافات، مثل: لا للصراخ، لا للإهانات أو استخدام نقاط ضعف الماضي، لا للمقاطعة. وإذا خالف أحد هذه القاعدة، يتم إيقاف النقاش مؤقتاً.
  • الاحترام لا يعني الموافقة: يمكنك أن تحترم وجهة نظر شخص آخر احتراماً كاملاً دون أن توافق عليها. لأن الهدف ليس إثبات من هو الصحيح ومن هو المخطئ، بل إيجاد حل يراعي الجميع.

3. التركيز على الحلول وليس على المشكلات

الكثير من الأسر تدور في حلقة مفرغة من إلقاء اللوم وتكرار المشكلة. بينما النهج الأكثر فعالية هو:

  • تحديد المشكلة بدقة: ما هي المشكلة الحقيقية؟ هل هي غسل الأطباق، أم الشعور بعدم التقدير؟ غالباً ما تكون المشكلة السطحية مجرد عرض لمشكلة أعمق.
  • العصف الذهني للحلول الممكنة: اطلب من كل فرد اقتراح حلول. لا تقيّم الحلول في هذه المرحلة، فقط اجمع أكبر عدد ممكن من الأفكار.
  • تقييم الحلول واختيار الأفضل: ناقشوا إيجابيات وسلبيات كل حل، واختاروا الحل الذي يبدو أكثر عدلاً وواقعية للجميع.
  • تجربة الحل وتقييمه لاحقاً: اتفقوا على تجربة الحل المختار لمدة معينة (مثلاً: أسبوعين)، ثم اجتمعوا مرة أخرى لمناقشة ما إذا كان فعالاً أم يحتاج إلى تعديل.

4. فهم أن الأسرة نظام متكامل

في علم النفس الأسري، يُنظر إلى الأسرة كنظام (System)، أي أن سلوك أي فرد يؤثر على جميع الأفراد الآخرين والعكس صحيح. هذا يعني:

  • ابحث عن دورك في المشكلة: بدلاً من لوم الآخرين فقط، اسأل نفسك بصدق: "كيف أساهم أنا في استمرار هذه المشكلة؟". هذا السؤال يتطلب شجاعة ونضجاً كبيراً، ولكنه مفتاح التغيير الحقيقي.
  • تغيير بسيط يمكن أن يُحدث أثراً كبيراً: عندما يغير فرد واحد طريقة تفاعله، فإنه يجبر النظام الأسري بأكمله على التكيف والتغيير. كن أنت من يبدأ هذا التغيير الإيجابي.

5. متى يجب طلب المساعدة المتخصصة؟ (العلاج الأسري)

بصراحة، هناك مشكلات تكون أكبر من قدرة الأسرة على حلها بمفردها، وهنا يكون طلب المساعدة علامة قوة وليس ضعف. فكر في اللجوء إلى معالج نفسي متخصص في العلاقات الأسرية في الحالات التالية:

  • تكرار نفس المشكلات مراراً وتكراراً دون الوصول إلى حل.
  • وجود عنف (جسدي أو لفظي)، إدمان، أو مشكلات صحة نفسية حادة لدى أحد أفراد الأسرة.
  • انهيار التواصل تماماً أو سيطرة الصمت العقابي على العلاقة.
  • عندما تؤثر المشكلات بشكل كبير على أداء الأبناء في المدرسة أو على الصحة النفسية لأفراد الأسرة.

دور المعالج الأسري:

هو ليس قاضياً يحدد المخطئ، بل هو خبير محايد يساعد الأسرة على تحسين التواصل، وفهم الأنماط السلوكية المدمرة، وتعلم طرق جديدة وصحية لحل خلافاتهم.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.