الأخصائي النفسي وعد عباس
29 Dec
29Dec

يعد إدمان المخدرات من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد المجتمعات، فهو يهدد حياة الفرد والأسرة والمجتمع ككل. فالإدمان يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية للمتعاطي، ويؤدي إلى تدمير العلاقات الاجتماعية وسوء الأوضاع الاقتصادية، وزيادة معدلات الجريمة والعنف.

لا يعد علاجه مهمة سهلة أبدا، لكنه ليس مستحيلا إذا كان المدمن وعائلته راغبون بالفعل من التخلص منها، فإذا كنت تنوي علاج نفسك او مساعدة شخص على التعالج، فإني هنا سأعرفك بالخطوات التي تقضي عليه نهائيا، مع التنبيه إلى أن علاج إدمان المخدرات لا يتم إلا في مستشفيات نفسية متخصصة، يمكنك أن تجدها بسهولة في كل دول العالم تقريبا. 

الخطوة الأولى/تقييم الإدمان: 

يقوم فريق من الأطباء بمختلف التخصصات بتقييم الصحة الجسمية والنفسية والعقلية للمدمن، ويكتبون تقريرا مفصلا عن الحالة، كي يحاولوا فيما بعد إصلاح الأضرار الجسمية التي نتجت عن إدمان المخدرات.

الخطوة الثانية/ نزع السموم للتخلص من الإدمان:

تعتبر عملية نزع السموم من جسم مدمن المخدرات خطوة مهمة في علاج الإدمان. فهي تساعد على إزالة المخدرات والمواد الضارة الأخرى التي أصبحت جزءً من الجسم، مما يسهل على المدمن البدء في مرحلة التعافي.

وتتم هذه الخطوة بطرق عديدة أهمها الإقلاع عن تناول المخدرات والإكثار من شرب السوائل وممارسة الرياضة والتغذية الجيدة... الخ. 

تختلف مدة هذه المرحلة من مدمن لآخر، لأنها تعتمد على عدة عوامل، منها نوع المخدر الذي يتعاطاه الشخص، ومدة تعاطيه له، ومدى حدة الإدمان، وصحة الشخص العامة، لكنها بشكل عام تمتد بين 3 - 60 يوما. 

الخطوة الثالثة/ علاج الأعراض الانسحابية:

تصاحب عملية نزع السموم من الجسم مجموعة من الاعراض النفسية والجسمية التي غالبا ما تكون حادة وتتطلب مراقبة مستمرة من قبل المتخصصين، حيث تحدث مشاكل مثل الأرق وآلام في البطن وارتفاع ضغط الدم والتعرق وارتفاع درجة حرارة الجسم. كما يقترن بذلك حدوث هلوسات عقلية ورغبة في الانتحار مع بعض الاضطرابات النفسية الشديدة كالاكتئاب الحاد. 

وتكون هذه الخطوة مراققة للخطوة السابقة، وتجري معها في نفس الوقت. 

الخطوة الرابعة/ العلاج السلوكي المعرفي ومنع الانتكاس:

وتعد خطوة مركزية جدا ومهمة، لأنها تقوم بإعادة تأهيل المريض نفسيا ومعرفيا وسلوكيا، وتدربه على مهارات الحياة المتنوعة، وتعيد دمجه بالمجتمع. 

يدرس المعالج السلوكي المعرفي شخصية المدمن ويتعرف إلى الأسباب التي قادته إلى الإدمان، ثم يشرح ويوضح ويناقش ويجعل المدمن أكثر وعيا بنفسه، وأكثر قدرة على مواجهة مشكلاته وحلها دون اللجوء للمخدرات، وبالتالي يمنع حدوث الانتكاسة. 

الخطوة الخامسة/ الاطلاع على الظروف البيئية

يقوم المعالج السلوكي المعرفي أو من يساعده كالاخصائي الاجتماعي بالاطلاع على الوضع الأسري والاقتصادي والمهني للمدمن، لمعرفة نوع الضغوط التي يواجهها والعمل على تدريبه لمواجهة تلك الضغوط وحل المشكلات التي تعترضه من أجل تهيئة بيئة سليمة يعود إليها لا تجبره على الانتكاس قدر الإمكان. 

الخطوة السادسة/ الخروج من المشفى والمتابعة:

من المفترض إن الشفاء قد تحقق بالنسبة للمدمن، لكن هذا لا يعني إن الحالة غير قابلة للانتكاس، فيقوم الطبيب النفسي بصرف بعض الادوية التي يستمر المتعافي بتعاطيها لبضعة أشهر، ويستمر المعالج السلوكي المعرفي بعقد جلسات متابعة كل أسبوعين أو كل شهر للتأكد من عدم الانتكاس مرةً أخرى. 

س/ كم تستغرق عملية التشافي من إدمان المخدرات؟ 

في الحقيقة، هذا واحد من أصعب الأسئلة التي تواجهنا، بسبب عدم وجود قاعدة عامة أو مدة زمنية تنطبق على الجميع، إذ تخضع المدة العلاجية للعديد من العوامل، أهمها: 

  1. نوع المواد التي تعاطاها والمدة التي قضاها في التعاطي وشدة الإدمان. 
  2. عدد الأضرار النفسية والجسمية التي تسبب بها الإدمان. 
  3. نوع الأسباب النفسية والاجتماعية التي أدت للإدمان وشدتها. 
  4. مدى رغبة المدمن في التعافي ومدى قدرته على الصبر والتحمل. 
  5. مستوى الدعم الأسري والاجتماعي. 
  6. خبرة الأطباء والمعالجين والكوادر الأخرى الموجودين في المشفى.

بشكل عام يمكن القول إن عملية الشفاء تستغرق ما بين 3 أشهر - عدة سنوات، حسب المتغيرات أعلاه. 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.