لنسلم أولا بأن تعامل الذكور مع الخيانة وخاصة في الدول العربية يختلف تماما عن تعامل المرأة معها، فالمرأة قد تتقبل وتنسى خاصةً إذا اقنعها الزوج، أما الرجل فمن المستحيل أن يتقبل الأمر، وقد يرتكب جريمة وهذا يحدث كثيرا.
دعني أعطيك أفضل الخطوات للتعامل مع هذه المشكلة، ولكن يجب أن تتذكر شيئا مهما وهو أن لا تبدأ بأي شيء ولا تتهم زوجتك بالخيانة قبل أن تمسك دليلا حقيقيا لا مجال للشك فيه، فليس من الصائب أن تعتمد على تفسيراتك لموقف ما او مواقف، فقد يكون تفسيرك خاطئا أصلا.
اقرأ: لماذا تخون المرأة زوجها؟ أسباب خيانة الزوجة
اقرأ: كيف أعرف إن زوجتي تخونني؟
يعد الكبت واحدا من أخطر الأمور التي يقوم بها الإنسان، خاصةً في هذا الوضع، لذلك أنصحك بالسيطرة على مشاعر الغضب التي بداخلك لبعض الوقت، لحين إرسال الأطفال بشكل هادئ إلى المدرسة أو إلى بيت الجد أو إلى أي مكان آمن بالنسبة لهم، فهم لا ذنب لهم بما يحدث، ولا يجب أن يكونوا شاهدين على ما سيحدث أبدا، لأنه يفقدهم الشعور بالأمان، ويصنع منهم أطفال مضطربين.
اكشف لزوجتك إنك اكتشفت خيانتها وقل ما تريد قوله لها، ثم استمع لها إن شئت، وإن شئت فلا تستمع، افعل ما تراه مناسبا لك في هذه اللحظات الصعبة، ولكن احذر من اتخاذ قرارات في هذا الوقت لأنها غالبا ستكون قرارات خاطئة مثل قرار الطلاق، وربما تكتشف أشياء أخرى تجبرك على تغيير القرار.
ليس شيئا سهلا على الرجل العربي أن يمسك أعصابه عندما يرى زوجته الخائنة في بيته، هذا امر خطير على صحتك النفسية والجسمية، وخطير عليها بسبب عدم استطاعتك السيطرة على غضبك في لحظة ما، ويمثل خطرا على الاطفال أيضا، فمن غير الصحيح إذن بقاءها في المنزل، وإنما الأفضل أن تسيطر على أعصابك ولو لدقائق محدودة، لتختار أيهما مناسب لك، ان ترسلها لأهلها أو تخرج أنت لفندق أو مكان ما بعيدا عنها؟
إنك بحاجة لعزلة عن زوجتك لفترة لا تقل عن أسبوع، وتحاول الاتصال بها كلما احتجت لتفسير معين أو لتفريغ بعض الكبت.
تخلص من فكرة إن الرجل لا يبكي، نحن كلنا بشر، وبحاجة لتفريغ مشاعرنا، استغل فرصة وجودك بعيدا عنها، وفرغ مشاعرك بالبكاء أو الكتابة، استمر لمدة اسبوع على هذا النحو.
وابحث عن شخص موثوق تتكلم معه في الموضوع، قد يكون هذا الشخص صديقا مقربا أو قريبا أو اخصائيا نفسيا أو اسريا، هذا الشيء سيساعدك في تفريغ انفعالاتك وتحسين مزاجك.
الخيانة قد وقعت وبغض النظر عن أسبابها، لا شيء سيعيد الماضي، حان الوقت لتنهي عزلتك، وتضغط على نفسك للاستمتاع بوقتك مع الاصدقاء والاقارب وتخصص وقتا محددا يوميا للتفكير. أيضا: تناول وجبات الطعام الصحي في وقتها، ومارس الرياضة، والتأمل.
الانتقام من الخيانة بخيانة أو بفعل أبشع، لا يجعلك ترتاح أبدا، وإنما تزداد سوءً، لذلك فكر بالمضي قدما، بدلا من التفكير بالانتقام فقط.
وإذا كنت تلوم نفسك فتوقف، وتذكر إن الخيانة تحدث دون أسباب منطقية، ومهما كنت مقصرا، كان من المفترض أن يصارحك شريكك بتقصيرك مرارا وتكرارا أو يطلب الانفصال، لا أن يذهب ويخونك، في كل الأحوال شريكك هو الملام ولست أنت، فلا تلم نفسك أبدا.
الموضوع يستحق أن تخسر بعض المال عليه، لأنه يتعلق بحياتك وصحتك النفسية والجسمية، وصحة أطفالك إذا كان لديك أطفال وكذلك مستقبلك العام وليس الأسري فقط.
احضر عددا من الاستشارات الخاصة مع المعالجين والمرشدين النفسيين واخصائيي الارشاد الأسري، واجمع آراءهم، واستشر (دكتور قوقل) من خلال قراءة المقالات الكثيرة فيه، وأجوبة الاسئلة التي تشبه سؤالك ومشكلتك.
بعد أن قرأت كثيرا واستشرت واطلعت على الحالات المشابهة، حان الوقت لاتخاذ قرارك بشأن علاقتك بزوجتك.
لا يمكن القول إن جميع الرجال لا يتقبلون زوجاتهم بعد الخيانة، لأن البعض قد يتقبل، هذا الشيء يعتمد عليك بالدرجة الأساس، فاسأل نفسك: هل أستطيع العيش مع زوجتي مجددا أم لا؟ اعطِ لنفسك وقتا للتفكير بالإجابة على هذا السؤال.
إذا قررت الانفصال، فقد حان الوقت للانفصال، وترتيب علاقتكما بالأطفال إذا كان لديكما أطفال، أما إذا قررت البقاء في العلاقة بعد سماعك لتبريرها واعتذارها، فهنا لا بد لكما أن تحضرا جلسات علاج نفسي أسري لاستعادة بناء الثقة وتصحيح الأخطاء.