تعاني الكثير من النساء في بلادنا العربية بشكل خاص والعالم بشكل عام من خيانة الزوج، حيث تعد خيانة الرجل هي الأكثر شيوعا، والتي تتضرر بسببها نفسية المرأة، فضلا عن أنها تؤدي في كثير من الأحيان إلى مشكلات أخرى أكثر تعقيدا تصل لمرحلة الانفصال وأحيانا لمرحلة القتل.
للخيانة أبعاد وأسباب كثيرة، وليس كما يعتقد البعض بأنها مرتبطة بجمال المرأة فحسب، إذ لطالما رأينا رجالا متزوجين من ملكات جمال، لكنهم يخونوها مع امرأة لا تمثل حتى نصف جمال زوجاتهم.
في هذا الجزء من المقالة سوف أشرح بالتفصيل الأسباب التي تؤدي إلى خيانة الرجل لزوجته، لكن هذه الأسباب بالطبع ليست مبررا للخيانة على أي حال، أما في الجزء الثاني فسأشرح كيفية اكتشاف خيانة الزوج، وفي الجزء الثالث سأشرح كيفية التعامل مع الخيانة الزوجية إذا وقعت.
عندما تقرأين المقالة، ستلاحظين إن الكلام كله يدور حول الجنس، هذا لأن السبب الوحيد الذي يخون لأجله الرجل زوجته هو الجنس، وليس هناك أسباب أخرى. عموما، يجب أن نقسم أسباب الخيانة إلى قسمين، قسم متعلق بالرجل وقسم آخر متعلق بالمرأة:
إن مدمن الأفلام الإباحية يشاهد أجساما رهيبة تم التعديل عليها بواسطة برامج المونتاج الضخمة، فضلا عن إن ممثلات الإباحية أصلا يتسمن بأجسام أجريت عليها الكثير من عمليات التجميل لتبدو أجساما مثالية جدا. كما يشاهد أيضا أوضاعا جنسية متنوعة، وقدرة تحمل وتقبل كبيرة لدى الممثلة على ممارسة الجنس بكل الأشكال.
المثير في الأفلام الإباحية إن الشخص يتدرج من المشاهد السوية بين رجل وامرأة إلى مشاهد أكثر عنفا، او مشاهد جماعية أو حتى مثلية، فضلا عن مشاهد تؤدى فيها أدوار اجتماعية مثل طبيب يمارس مع مراجعة أو مدرس مع طالبة وهكذا...
هؤلاء الرجال من المستحيل أن يقتنعوا بممارسة الجنس مع زوجاتهم، ولن يكتفوا بهن مهما كن جميلات أو خبيرات بممارسة الجنس، لأنه لا يستطيع أن يكتفي بجسم واحد، ولا يستطيع تقبل إن زوجته ترفض الأوضاع الشاذة أو إداء أدوار معينة، او تمرض أو تأتيها الدورة الشهرية وتنقطع أسبوعا كاملا أو أكثر.
الرجال المدمنون على ممارسة الجنس وكثرة العلاقات قبل الزواج، وخاصة مع العاهرات اللاتي لهن خبرة كبيرة في إرضاء شهوة الرجل دون قيود وحدود، لا يمكن لهم الاكتفاء بزوجاتهم، لنفس الأسباب السابقة التي ذكرناها في المدمنين على الإباحية.
تنتشر الخيانة الزوجية لدى الكثير من الرجال في منتصف العمر، إذ يمارس الجنس مع نساء شابات ليثبت لنفسه أنه ما زال صغيرا، إذ يشعر إن الكبر صار يسيطر عليه، ويشعر بأن ممارسة الجنس مع الشابات أو المراهقات يجعله يبدو أصغر سنا من سنه الذي وصل إليه.
بعض الرجال المصابين بعقدة الشك، يسيطر عليهم شك يتاخم اليقين بأن زوجته تخونه مع رجل آخر، لكنه لا يملك الدليل عليها، فيخونها انتقاما منها واستنادا إلى الشك الذي يدور في ذهنه.
ما زالت حالة الزواج بالإكراه تنتشر في عالمنا العربي، حيث يُكره الإبن على الزواج من إحدى قريباته رغم عدم تقبله لها وعدم وجود حب مسبق بينهما، فيصبح الزواج مجرد رابطة اجتماعية وليست عاطفية، ومن الطبيعي أن تحدث الخيانة في هذه الزيجات.
إذا كان والد الزوج خائنا، وكان الإبن عارفا بهذه الخياة لأمه، فغالبا ما يلتقط هذا السلوك بعد فترة، ويصبح خائنا كأبيه، لأن تعرض الولد لمفهوم الخيانة بعمر مبكر، يجعله أكثر تقبلا له بعد الكبر.
يشعر العديد من الرجال بأنهم غير محبوبين أو غير مرغوبين الأمر الذي يدمر ثقتهم بأنفسهم، ويشعرون بأنهم ضعفاء الشخصية ولا قيمة لهم، الأمر الذي يودي بهم إلى ممارسة الجنس مع الكثير من النساء من أجل إثبات شخصيتهم ورجولتهم.
هذا الشعور قد يكون حقيقيا، وتكون شخصية الرجل غير محبوبة بالفعل، لكنه في كثير من الأحيان مجرد عقدة نفسية وشعور داخلي، وليس هناك ما يثبته.
الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق والتوتر المستمر، يجدون في الجنس غير الشرعي وسيلة للتخفيف من معاناتهم النفسية، وفرصة لرفع مستوى الدوبامين.
معروف إن الشخص النرجسي مولع بتعذيب ضحاياه بما فيهم زوجته، وبما إن الخيانة تمثل شيئا مرعبا ومرهبا ومزعجا للزوجة، فإنه يصر على خيانتها، وأحيانا يصر على أن تشاهد خيانته لها.
الكثير من النساء تعتقد إن كل شيء يتعلق بالعلاقة الزوجية هو مسؤولية الرجل، واجبه أن يتغزل وأن يسمعها الكلام الجميل بشكل مستمر، وأن يبادرها لبدء العلاقة الحميمية، بينما هي لا تفعل شيئا.
والحقيقة إن الرجل لا يختلف عن المرأة في هذا الجانب، فهو يحب سماع الكلام الجميل، والتغزل به، ويعتبر الجنس وسيلة مهمة للتعبير عن الحب. فالمرأة التي تتكاسل عن العناية بجسمها وبكلامها مع زوجها والمبادرة بالعلاقة الحميمية، وتنظيم البيئة المناسبة للعلاقة من الطبيعي أن تتعرض للخيانة.
غالبا ما يكون نمط شخصية زوجة مشجعا أو سببا للخيانة، فالزوجة اللطيفة جدا، التي تقول نعم بشكل دائم، وتنفذ كل ما يطلبه منها، وتتوفر له بشكل دائم، لا تمثل مصدر إغواء للرجل، ولا يستمتع معها أبدا، والزوجة السلبية كثيرة الشكوى والحزن، والزوجة المنتقدة التي تبدي ملاحظات مستمرة على شكل الرجل وملابسه وعطره وأصدقائه وكل تفاصيل حياته.
هذه الأنماط الثلاثة خاصة، غالبا ما يتعرضن للعنف والخيانة من الأزواج، وربما إلى الانفصال أيضا.
يعد الملل في العلاقة الزوجية من أكثر المشكلات التي تواجه الزواج بعد نهاية السنة الأولى، حيث يعتاد شكل زوجته وشكل الغرفة والمنزل، الامر الذي يجعله يبحث عن تغييرات مثيرة في حياته، فتقع الخيانة.